فلسطيني أنا اسمي فلسطيني

By: Jehan Alfarra

ها أنا ذا جالسة أمام شاشة اللاب توب قبيل الفجر كعادتي، ولكن الدموع تملأ عيناي المحمرتين هذه الليلة والقــهر قد وجد طريقه إلى قلبي. لا أعرف كيف لي أن أصف مشاعري في هذه اللحظة، فلا أشعر بشيء إلا بكتــل من القـــهر ممزوجة بغضــب وحـــزن وألـــم وكبـريــاء تغلب على نفسي فأرهقها. كتبــي وأوراقي مبعثرة على السرير من حولي ومحاولاتي الجاهدة بأن أنهي فروضي الجامعية اللا منتهية قد باءت بالفشل جميعها. رغم قدم هذا المقطـع إلا أنه لا يكف عن إشعــال نــار في داخلي لا أعرف سبيلاً لإخمادها. أستطيع أن ألمس تلك الحرقة في عينيها، في كلماتها التي أحرقت قلبي. أشعر برغبة جامحة لأن أصرخ بأعلى صوتي كفى! لطالما كان اندفاعي بالتوجه إلى الغرب في مناصرتي لقضيتي، فكما يقولون درء المفاسد أولى من جلب المصالح، ولطالما كان كشف الحقيقة للكثيرين ممن غفلوا عنها من أول أولوياتي، إلا أنني أشعر بضرورة التوجه إلى شعبي الذي وقع في فخ نصبه عدو خبيث وإلى أمتي التي طال نومها. ما بالنا منشغلين عن كبريائنا وحريتنا وتقدمنا واستقلاليتنا؟؟؟؟
ذهبت لمشاهدة مسرحية أمريكية البارحة مع زميلاتي في قسم الآداب كمشروع للجامعة. كانت المسرحية تعرض سباق الفضاء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. يعملون وينجزون. وأين العقول العربية من هذا كله؟ جالسة بين صفوف الجماهير لمشاهدة المسرحية تصفق عند انتهائها. أين كنا وأين صرنا؟ لم نعد نهتم إلا بالمغاني والمطاعم. حمداً لله بأن فئات من الأمة أفاقت من سباتها و بلشت بالثورة.  ولكن ماذا بعد ذلك؟ هل سنعود يوما أمة واحدة؟ هل سنستطيع تخطي الحدود الجغرافية بيننا والتي حدت تفكيرنا وحبنا و وحدتنا وإيماننا؟ متى سيثور المصري لأخيه الفلسطيني؟ والسعودي لأخيه العراقي؟ والقطري لأخيه الأفغاني؟ ألسنا كلنا واحد؟ تمزقت الأمة وتمزقت الشعوب.

لقد أفاق شبابنا الفلسطيني للشرخ الذي أزهق دمه رخيصاً وهو مستعد الآن لفعل أي شيء لإنهاء هذا الوضع المشين، وأنا أتطلع أكثر من أي وقت مضى ل15 مارس، لالتئام جرح طال وطالت آهاته… فهل سنستطيع فعلاً العودة ليوم كنا به يداً واحدة ضد عدو واحد نقاتل ببسالة ونقدم الغالي والرخيص لفلسطيننا ولكرامتنا؟؟؟ غزة جزء من فلسطين، ولكني لا أشعر بفلسطين… إخوتي وأخواتي في رام الله وجنبن ونابلس وطولكرم، أمهاتي وآبائي في حيفا ويافا والناصرة وصفد وبئر السبع، متى ىسأشعر بأننا كلنا واحد؟؟؟؟

أحبك يا فلسطين… أحبك جداً

 

ها هو المقطع

 

فلسطيني أنا اسمي فلسطيني
نقشت اسمي على كل الميادينِ
بخط بارز يسمو على كل العناوينِ

حروف اسمي
حروف اسمي تلاحقني تعايشني تغذيني
تبث النار في روحي وتنبض في شراييني
جبال النار تعرفني مغاورها وتدريني
بذلت الطاقة الكبرى وقلت لأمتي كوني
صلاح الدين في أعماق أعماقي يناديني
وكل عروبتي للثأر للتحرير تدعوني
وراياتي التي طويت على ربواتِ حطينِ
وصوت مؤذن الأقصى يهيب بنا أغيثوني
وآلافٌ من الأسرى… وآلاف المساجينِ
تنادي الأمةَ الكبرى وتهتفُ بالملايينِ
تقول لهم إلى القدس إليها قبلة الدينِ
إلى حرب تدك الظلم تزهق روح صهيونِ
وترفع في سماء الكون أعلام فلسطينِ
وتهدر كلمتي تمضي.. فلسطيني فلسطيني فلسطيني